الرهبانية عند النصارى وموقف الإسلام منها

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له فى ملکه , أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين کله ولو کره المشرکون (1).
وأشهد أن سيدنا  ونبينا محمدا رسول الله إمام المتقين وسيد المرسلين ورحمة الله للعالمين اللهم صل وسلم وبارک عليک سيدى يا رسول الله وعلى آلک وأصحابک إلى يوم الدين .
أما بعد
فمما لا ريب فيه أن الله سبحانه وتعالى أحل لعباده الطيبات وحرم عليهم الخبائث , وأمرهم بالسعى فى الأرض والاستفادة من خيراتها ومنافعها قال تعالى : " هو الذى جعل لکم الأرض ذلولا فامشوا فى مناکبها وکلوا من رزقه وإليه النشور" (2).
ولکن النصارى حرموا على أنفسهم هذه الطيبات وعطوا القوى الإنسانية وادعوا أن التقرب إلى الله محصور فى تعذيب النفس وترک حظوظ الجسد وهذا هو ما يسمونه بالرهبانية.
والذى  دفعنى إلى الکتابة فى هذا الموضوع عدة أسباب منها ما يلى :-
أولا : التعرف على هذه البدعة عند النصارى ومعرفة ما يدور فيها من أسرار خفية وبواطن دنية .
ثانيا : معرفة إذا کان النصارى قد التزموا بهذا العهد الذى أخذوه على أنفسهم وهو الرهبانية وهل حافظوا عليه أو لا .
ثالثا : التعرف على الأضرار الناتجة عن الرهبانية والمساوىء التى تترتب عليها .
رابعا : التعرف على الحکم العديدة التى من أجلها حرمت الرهبانية فى الإسلام .
وقد قسمت البحث إلى خمسة مباحث رئيسية وهى :
المبحث الأول :
      الجذور التاريخية للرهبانية عند النصارى
المبحث الثاني :
          تعريف الرهبانية ونشأتها والأسباب التى دعت إلى ظهورها عند النصارى .
المبحث الثالث :
          أصل الرهبانية عند النصارى والأسس التى قامت عليها .
المبحث الرابع :
          نظم الرهبانية عند النصارى وأشهر رجالها .
المبحث الخامس :
          موقف الإسلام من الرهبانية .



(1)  سورة التوبة – آية رقم 33 .


(2)  سورة الملک – آية رقم 15 .